SLM /A
قال حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي أن حالة الاستقطاب الحاد بين المكونات المختلفة والصراع الدائر في الساحة السودانية ، أصبح عائقًا أمام التوافق الوطني ، بدلاً من أن يكون مصدر تنوع وإثراء .
وشدد بأن في ظل التحديات التي تواجه السودان اليوم، أصبح من الضروري أن يكون هناك رؤية تأسيسية واضحة لبناء الدولة، لجهة إنه لا يمكن أن تأتي هذه الرؤية بشكل عشوائي، بل يجب أن تكون نابعة من فهم عميق لواقع البلاد وتطلعات شعبها.
ونوه رئيس الحركة في ندوة القوى الوطنية السياسية والمجتمعية التي إقيمت في بورتسودان، أن الواقع السياسي السوداني يعاني من أزمة ثقة بين الأطراف المختلفة.
وأضاف “كل طرف يحمل الطرف الآخر مسؤولية الأزمات، سواء كان ذلك الإسلاميين، اليساريين، أو حتى القوى العسكرية”
وأشار مناوي إن التحدي الحقيقي ليس في الانتماءات الفكرية أو الأيديولوجية، بل في القدرة على تجاوز الخلافات والتوحد خلف رؤية وطنية. وأردف “السودان بلد للجميع، ولا يمكن بناؤه إلا عبر الحوار والتوافق”.
.وتابع قائلا ” إذا أردنا تجاوز هذا الواقع، فعلينا أولًا أن نصبر على بعضنا البعض ونتقبل التنوع الموجود في المجتمع السوداني. لا يمكن بناء السودان الجديد بإقصاء طرف على حساب الآخر، بل عبر إيجاد أرضية مشتركة تضمن مشاركة الجميع في صياغة المستقبل.
وشدد بأن خلال الاعتصام، برز دور الدعم السريع كفاعل رئيسي، حيث وفر التمويل واللوجستيات للحراك. لكن هذا الدور أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين القوى المدنية والمكونات العسكرية، وما إذا كانت هذه العلاقة قد بنيت على أسس سليمة أم على موازنات فرضتها الظروف.
وقال حاكم دارفور إنه عندما سقط نظام البشير في أبريل 2019، لم يكن هناك تصور واضح لما بعده. الجماهير رفعت شعارات مثل “حرية، سلام، وعدالة”، لكنها لم تحدد آلية واضحة لتحقيقها. .
وأوضح هذه الضبابية سمحت لقوى مختلفة بملء الفراغ، مما أدى إلى تشكيل حكومة لم تستند إلى أسس قوية، بل كانت نتيجة توافقات هشة بنيت على تنازلات متبادلة، وهو ما أدى لاحقًا إلى ضعف الأداء الحكومي وعدم قدرته على تلبية تطلعات الشعب.
وطالب مناوي يوجود أدبيات سياسية سودانية تعكس تطلعات الشعب، لجهة إنه يتطلب تفكيرًا جديدًا بعيدًا عن القوالب التقليدية التي سادت في الماضي.
واستطرد قائلا “يجب أن يكون لدينا تصور واضح حول طبيعة السودان الذي نسعى لبنائه، وهو ما يتطلب توافقًا واسعًا بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية”.
لاتعلیق