حقيقة احتلال عسكري واستراتيجية إعلامية مضللة…
شهدت الأيام الأخيرة تطوراً هاماً في ساحة المعركة ، تمثل في تحرير القوات المشتركة لمنطقة الزرق (حامي) الاستراتيجية في شمال دارفور، والتي كانت تُعتبر معقلاً رئيسياً لمليشيا الدعم السريع. وقد كشفت هذه العملية عن حقيقة مزاعم المليشيا المتكررة حول طبيعة المنطقة، وكيف استخدمت الدعاية الإعلامية لتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام.
الزرق (حامي): من معقل عسكري إلى “منطقة مدنية” مفبركة
تقع منطقة الزرق (حامي) الصحراوية في دار زغاوة، وقد احتلتها مليشيا الدعم السريع بالقوة عام 2017، خلال فترة تمثيلها لحكومة النظام السابق المخلوعة. لم يكن احتلالها عملاً عفوياً، بل كان خطوة مدروسة لتحويلها إلى قاعدة عسكرية ضخمة، تضم مخازن أسلحة ووقوداً، وتُعدّ العمود الفقري اللوجستي للمليشيا في شمال دارفور. وقد لعبت هذه المنطقة دوراً حاسماً في إمداد جبهات القتال بالمعدات العسكرية، بدعم من دول خارجية مثل تشاد والإمارات. لذلك، بذلت مليشيا الدعم السريع قصارى جهدها للحفاظ على سيطرتها عليها، مُعتبرةً إياها شريان حياة عسكرية في معاركها الجارية.
لكنّ الضربة القاصمة التي وجهتها القوات المشتركة أدت إلى تحرير المنطقة بالكامل، والسيطرة على مخازن الأسلحة والوقود. فقد أظهرت العملية العسكرية زيف رواية المليشيا التي حاولت بشتى الطرق التغطية على حقيقة الوضع العسكري الاستراتيجي للمنطقة. فبعد خسارتها، لجأت المليشيا إلى حملة إعلامية مضللة، تُصرّ على وصف الزرق (حامي) بأنها منطقة مدنية، وتُحاول إلقاء اللوم على القوات المشتركة بتهمة مهاجمة المدنيين.
كشف زيف دعاية المليشيا، الزرق (حامي) منطقة عسكرية بامتياز
تُظهر الأدلة بكل وضوح أنّ الزرق (حامي) كانت قاعدة عسكرية من الدرجة الأولى لمليشيا الدعم السريع. فوجود مخازن الأسلحة والوقود الضخمة، بالإضافة إلى الاستخدام المستمر للمنطقة كدعم لوجستي لعمليات المليشيا في جبهات القتال المختلفة، يُثبت بشكل قاطع طبيعتها العسكرية. إنّ ادعاء المليشيا بأنها منطقة مدنية لا يعدو كونه محاولة يائسة لتحريف الحقائق وتضليل الرأي العام، وإخفاء مسؤوليتها عن انتهاكاتها وجرائمها الحربية.
من المهم التأكيد على أنّ القوات المشتركة التي تتكون من حركات الكفاح المسلح المنبثقة عن الثورة السودانية، تلتزم بمبادئ القانون الدولي الإنساني، ولا تستهدف المدنيين العزل كما تفعل مليشيا الدعم السريع. إنّ تحرير الزرق (حامي) يُمثل انتصاراً هاماً للقوات المشتركة، ويُكشف عن حقيقة استراتيجية المليشيا العسكرية المضللة، ويساهم في فضح حملاتها الإعلامية الكاذبة. فالشعب السوداني يُدرك تماماً الفرق بين الجيش الوطني الذي يحمي المدنيين، ومليشيا تُستخدم أدوات للقمع والإرهاب.
مشتركة فوووق
مصطفي مانيس
لاتعلیق