‏نيروبي ستكون المحطة الأخيرة نحو الانهيار الكلي للمليشيا وحلفائها

 

ليست الحرب الدائرة في السودان مجرد صراع عابر، بل هي معركة وجودية تُختبر فيها إرادة الشعب وقدرته على مواجهة أعتى المليشيات المدعومة إقليميًّا. محادثات نيروبي ليست محطة فارقةً في مسار هذه الأزمة كما يشاع له اعوان المليشيا ،وليست محطة تفاوض بقدر ما هي شهادة إدانة ضد مليشيا الدعم السريع وحلفائها المحليين والإقليميين، وعلى رأسهم الإمارات العربية المتحدة، التي حوَّلت أحلامها التوسعية إلى كابوس دموي يطحن السودان وشعبه.

 

السقوط الاخلاقي.. وخيانة النخب! قد نصف ان هذه الحرب “بالأسوأ” في تاريخ السودان ليس مُبالَغًا فيه. فبينما تزهق الأرواح وتُدمَّر المدن، يتحول المشهد إلى مسرحٍ لسقوطٍ أخلاقي مريع. قادة عسكريون كان من المفترض أن يحموا البلاد، وسياسيون ادَّعوا تمثيل الشعب، وشعراء رفعوا شعارات الثورة، ها هم اليوم يُبادلون كرامة السودان بدنانير النفط الإماراتي الملوثة بالدماء. إنها خيانةٌ ليست فقط للوطن، بل للإنسان نفسه، حيث تتحول المبادئ إلى سلعةٍ تباع في سوق المليشيات.

 

*الإمارات.. الداعم للحكومة الافتراضية*

لا يمكن فصل جرائم المليشيا عن دعم الإمارات المتواصل لها، سواء عبر تمويل الميليشيات أو تسهيل تجنيد المرتزقة أو الترويج لـ”حكومة موازية” وهمية. تُحاول أبوظبي، عبر أدواتها الإقليمية، فرض سيناريوٍ يشبه أحلامها في اليمن وليبيا، لكن السودان ليس ساحةً مفتوحةً للتجارب. الشعب السوداني، الذي أطاح بديكتاتورٍ عسكري قبل سنوات، لن يقبل بأن يستبدل استعمارًا قديمًا بـ”استعمارٍ جديد” يُدار عبر وكلاء محليين وحسابات بنكية في دبي

 

*القوة المشتركة.. والقوات المسلحة درع الشعب الأخير*

في مواجهة هذا الأزمة، تبقى القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة للحركات المسلحة هي الملاذ الوحيد للأمل. إنهم يقاتلون ليس فقط لتحرير الأرض، بل لاستعادة كرامة شعبٍ رفض أن يكون رهينةً لمشاريع التفتيت. وايها الشعب الصامد سنعدكم ستشاهدون في قادم الأيام تحرير كل شبرٍ من السودان من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، ليس شعارًا عسكريًّا، بل هو عهدٌ لن يُخلفوه. فالشعب الذي خرج مليونيًّا في ثورة ديسمبر، قادرٌ على كسر شوكة المليشيا وحلفائها، مهما بلغت قوتهم.

 

*رسالة إلى أصحاب “الحكومة الموازية”*

لن تُنصَب خيامكم الوهمية على جثث السودانيين. إن كنتم تريدون حكم السودان، فانزلوا من دول الجوار وشاركوا في “المعركة” على الأرض مع مليشياتكم المنهارة بعدها ان انتصرتم افعلو ما بوسعكم . ولكن اعلموا أن الشعب لن يرحم من خان، وأن التاريخ سيسجل أنكم وقفتم في الصف الخاطئ، بينما وقف أبناء السودان الأوفياء كالجدار الأخير في وجه الظلام.

 

نيروبي قد تكون محطةً في مسار الحرب، لكنها ليست نهاية الطريق. السودان يسير نحو فجرٍ جديد، حيث تتهاوى المليشيات المدعومة إقليميًّا، ويُدفن مشروع “التفتيت” في مقبرة الخيانات. الدماء التي سالت لن تذهب هدرًا، بل ستكون وقودًا لإسقاط كل من تآمر على هذا الشعب. فالموقف اليوم ليس اختيارًا بين النصر أو الهزيمة، بل هو اختيار بين أن تكون مع السودان… أو ضدّه.

 

مصطفي مانيس

لاتعلیق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *