الفاشر (استالنغراد) : الثقب الأسود الذي ابتلعت أحلام مليشيا الدعم السريع والإمارات


 

شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، معارك ضارية واشتباكات عنيفة خلال الفترة الماضية، حيث حاولت مليشيا الدعم السريع، بدعم إماراتي، السيطرة على المدينة وإخضاعها لسيطرتها. إلا أن الفاشر، بفضل صمود أهلها وتضحيات شبابها، وبتعاون القوات المسلحة والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، تمكنت من صد أكثر من 150 هجوماً عسكرياً شنته المليشيا، مُحولة المدينة إلى ثقب أسود يبتلع أحلام مليشيا الدعم السريع وطموحات داعميها.

فقد أعدت المليشيا، بدعم إماراتي، هجماتها بعناية فائقة، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة والعتاد، وواجهت مقاومة شرسة من قبل قوات الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، والتي تمكنت من إفشال مخططات المليشيا، وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وتميزت معارك الفاشر بشراسة المقاومة الشعبية، حيث انخرط شباب المدينة في الدفاع عن مدينتهم بكل قوة وإصرار، مُشكلين درعاً بشرياً ضد تقدم المليشيا. وقد لعبت هذه المقاومة الشعبية دوراً حاسماً في إفشال مخططات المليشيا، وترسيخ صمود المدينة في وجه الهجمات المتكررة.

كما أن صمود مدينة الفاشر لم يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل امتد إلى الجانب الإنساني، حيث تمكنت المدينة من الحفاظ على تماسكها الاجتماعي، وتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين من الحرب، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.

وخلال هذه المعارك، تمكنت قوات الجيش السوداني والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية من إيقاع خسائر فادحة في صفوف المليشيا، كما تمكنت من القضاء على العديد من قياداتها ولا سيما اللواء علي يعقوب قائد محرقة الفاشر كما تم تسميته من السيد حاكم إقليم دارفور – منّي أركو منّاوي ، Mini Arko Minawiy ، مما أدى إلى إضعاف قدراتها القتالية، ولجأت المليشيا الي الإعتماد علي المستنفرين والادارة الاهلية في شتي مدن دارفور من أجل القتال لصالحه.

إن صمود مدينة الفاشر في وجه هجمات مليشيا الدعم السريع، يُعدّ دليلاً على إرادة الشعب السوداني وقدرته على الدفاع عن أرضه وحماية مدنه، ويُظهر مدى أهمية التعاون بين القوات المسلحة والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد.

 

وتبقى مدينة الفاشر رمزاً للصمود والمقاومة، وبرهاناً على أن إرادة الشعب السوداني أقوى من أي محاولة للسيطرة عليه أو إخضاعه، وأنها ستظل تقنص رؤوس قادة المليشيا، وستبقى صامدة بفضل شبابها وقواتها، حتى تحقيق النصر النهائي.

 

مصطفي مانيس

لاتعلیق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *